صان الحجر هى إحد المناطق الأثرية بمركز الحسينية فى محافظة الشرقية وترجع هذه المنطقة إلى العصر الفرعونى ، صان الحجر منطقة مليئة بالأثار نظراً لانها تعود إلى مدينة تانيس القديمة التى كانت عاصمة مصر الإدارية للأسرة الحادية والعشرين الفرعونية ، ويمكن عرض منطقة صان الحجر الأثرية فى السطور القليلة القادمة .
أصل تسمية صان الحجر
تطور المُسمى لصان الحجر عبر العصور |
مرت منطقة صان الحجر بأسماء كثيرة عبر العصور حيث انها ذكرت فى العديد من المصادر بأسماء مختلفة فسماها المصريون القدماء باسم " جعنت - Ḏˁnt " ، وبعد تطور اللغة المصرية القديمة إلى القبطية سميت بـ " جانة " ، ثم فى اليونانية القديمة بـ " تانيس " ، وذكرت فى التوراه باسم " صوعن " وحرف منها المسمى الحالى " صان " اما بالنسبة لكلمة حجر ففى علم الأثار تدل على ان هذه المنطقة أثرية وبذلك نصل إلى المسمى" صان الحجر " حالياً .
تاريخ صان الحجر ( مدينة تانيس )
يرجع تاريخ صان الحجر إلى مدينة تانيس و كانت تانيس عاصمة الأقليم رقم 14 وربما تم تأسيسها منذ عصر الدولة القديمة تحديداً الأسرة الرابعة نظراً للعثور على أثار ترجع إلى تلك الحقبة ، كما وجد بها أثار ترجع إلى الدولة الوسطى والحديثة ، وكانت تتميز تانيس منذ تأسيسها بأهميتها التجارية والاستراتيجية لكونها احدى اهم الأقاليم بمصر السفلى ، وفى القرن السادس الميلادى أوشكت هذه المدينة ان تغرق من مياه بحيرة المنزلة فأهملت . كانت مدينة تانيس مسقط رأس الملك سمندس مؤسس الأسرة 21 الفرعونية فكان إختياره لها أن تكون عاصمة لمصر واستمرت خلال الأسرة التالية بدلاً من العاصمة القديمة طيبة ، كما ان مدينة تانيس الجبانة الملكية الأسرتين 21 و 22 .
مقابر تانيس الملكية
اصبحت تانيس هى الجبانة الملكية الرئيسية للأسرة 21 الفرعونية على الرغم من عدم العثور على أى مقابر ملكية ترجع للدولة الحديثة التى فضل ملوكها ان تكون مقابرهم فى طيبة العاصمة السابقة لتانيس ، وقد أكتشف فيها 7 مقابر نجحت من النجاه من لصوص المقابر ولعل أهمها الآتى :
- مقبرة الملك بسوسنس الأول .
- مقبرة الملك وسركون الأول .
- مقبرة الملك أمنوبى .
- مقبرة الملك شاشانق الثانى .
- 3 مقابر غير معروف أصحابهم اكتشفوا بعد اكتشافات مونتييه الفرنسى أى بعد عام 1940م .
أما عن الطراز المعمارى للمقابر ، فقد قسم العالم A. Lenz المقابر إلى ثلاث أنواع
- النوع الأول :
طراز مقبرة الملك أمنوبى ، فكانت عبارة عن مقبرة بسيطة تتكون من غرفة واحدة فقط تحيط جدرانها بالتابوت ومدخل المقبرة من السقف .
- النوع الثانى :
طراز مقبرة الملك شاشانق الثالث ، فكانت عبارة عن غرفة واحدة بها تابوت وبئر للدخول ، وييتخذ شكل البئر و الحجرة معاً شكل التابوت للمقبرة كاملة .
- النوع الثالث :
طراز مقبرة الملك بسوسينس الأول و وسركون الثانى ، فكانت المقبرة تتكون من العديد من غرف التخزين إلى جانب غرفة الدفن الرئيسية التى كانت تبنى من الجرانيت لتحتوى على التابوت .
أعمال الحفائر بمدينة تانيس
بدأ إكتشاف صان الحجر كموقع أثرى ببداية البعثة الفرنسية إقامة الحفائر فى هذه المنطقة منذ عام 1928م ، والتى لا تزال قائمة بالتزامن مع الحفائر بالبولندية حتى الآن ، وقد كشفت هذه الحفائر عن العديد من الأثار أهمها ترجع إلى عصر الدولة الحديثة تحديداً للملك رمسيس الثانى الذى قد ترك فى هذه المنطقة العديد من التماثيل الضخمة له والمسلات وبحيرة مقدسة والمعابد أهمها على الإطلاق معبد مكرساً لعباده أمون والذى تظل بقاياه موجودة حتى الآن .
أعمال حفائر البعثة الهولندية فى موقع صان الحجر |
قام بالحفائر فى منطقة تانيس العديد من علماء الأثار ( ليسيبوس - مرييت - بترى ) ولكن تُعد إكتشافات بيير مونتيه هى الأكبر فى هذه المنطقة حيث تم الكشف عن الجبانة الملكية للأسرتين 21 و 22 والتى حُفظت من اللصوص وسرقات المقابر ، كما ان هذه المقابر وجد بها أثار تضاهى أثار الملك توت عنخ أمون من حيث الأقنعة الذهبية والحلى المزينة بالأحجار الكريمة ، واستمرت حفائر مونتييه من 1929 : 1940م .
القناع الذهبى للملك بسوسينس الأول |
قامت وزارة الثقافة بالإعلان عن إكتشاف أثرى جديد عام 2009م ، حيث أكتشفت بحيرة مقدسة تنتمى إلى معبد المعبودة موت ، وتعتبر هذه البحيرة هى ثانى البحيرات المُكتشفة فى تانيس بعد الكشف عن بحيرة أولى عام 1928م .
أثار صان الحجر
إختفاء المدينة
مرت مصر بالفترة الإنتقالية الثالثة وهى فترة ضعف للحكام مما أدى إلى عدم السيطرة على البلاد ، فكانت تقسم مصر إلى حكم مزدوج جنوبى وشمالى أو كان يتم التنازل عن السلطة لغير مصرى ، وذلك قد حدث فقد كان مؤسس الأسرة 21 " سمندس " ذو أصول ليبية وليس له جذور مصرية على الإطلاق ، ومن الممكن أن يكون ذلك سببا فى إختفاء المدينة فيما بعد .
أقوال عن إختفاء مدينة تانيس
" حاول العلماء كثيرًا تحديد مكان تلك المدينة ، إذ كان معروفًا أن هناك مدينة مفقودة في تلك المنطقة ، ولكن أين تحديدًا ، هنا كان اللغز ! "
سليمة كرم - أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
" لم تكن المدينة مشهورة كوادي الملوك الذي كان معروفًا بأنه مُخصصٌ لدفن ملوك الفراعنة لعشرة أجيال أو أكثر "ديفيد سيلفرمان - عالم مصريات بجامعة بنسلفانيا
الكشف عن الكنز
قام بيير مونتيه بتبنى هذه الحفائر التى دامت لمدة 12 عام من 1928 حتى عام 1940م ، يقيناً منه بإمكانية العثور على تلك المدينة المفقودة ، وبالفعل نجح بإكتشاف 3 مقابر لم يتم فتحهم من قبل ، وهذا يُعد شئ مميز جداً ان يجد المقابر فى حاله دفن سليمة لم يصلها اللصوص ، وحتى يومنا هذا لا يعرف كيف وصل مونتيه إلى هذه الإكتشافات سوى القليل .
وقد وجد بهذه المقابر مقتنيات فريدة من نوعها من حيث الضخامة والقيمة ، فقد تم العثور على توابيت مصنوعة من الفضة أخذت شكل الموبياء ، وأقنعة ذهبية ، كما لم تخلو هذه المقابر من الحلى مثل القلادات والتمائم والأساور وتماثيل الأوشابتى ، كما لم تخلو حجرات التخزين من أدوات الحياة اليومية مثل أدوات المائدة والفخاريات والتماثيل والأقنعة الذهبية ، مما يشير إلى مدى ثراء ملوك هذه الفترة .
وأكمل مونتيه البحث والتنقيب ولكن بعد ان أخليت المدينة من السكان الموجودة فى النطاق المُقدر ، فقد تمكن مونتيه بعد ذلك فى الكشف عن مقبرة شاشانق الثانى أحد أهم ملوك هذه الفترة ، فقد كشف عنه مرتدياً جواهر ذات قيمة كبيرة .
كنز لم يعرفه الكثيرين وموجود بالمتحف المصرى
لم تقل مكتشفات مدينة تانيس عن كنوز مقبرة توت عنخ آمون فى شئ ، ولكن ما حدث ان إكتشافات مونتيه لمدينة تانيس كانت مزامنة مع بدء الحرب العالمية الثانية ، فلم تأخذ الضجة على مستوى العالم كما حدث مع مقبرة توت عنخ أمون .
تحفظ مقتنيات مدينة تانيس فى المتحف المصرى بالقاهرة ، فى غرفة لا تقل فى عرضها عن حجرة توت عنخ أمون ، ولكن هذه الحجرة لا يدخلها الكثير على الرغم من ان محتوياتها لا تقل أهمية عن مقتنيات توت عنخ أمون .
" لولا اندلاع الحرب العالمية الثانية لاشتهرت مقابر تانيس الملكية مثلما هو الحال مع مقبرة توت عنخ آمون ـ إن لم يكن أكثر "
سليمة كرم - أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
عرض أثار صان الحجر بالمتحف المصرى
بعض الكنوز الذهبية لمقابر تانيس |
0 التعليقات لموضوع "صان الحجر ( تانيس ) "
الابتسامات الابتسامات